التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2020
بَعد كثيرٍ من الوقت الذي يمضيهِ المرء في العالم، هذا العالم مارّاً من خلاله بمراحل مختلفة من الإدراك الإنساني، محشواً بالسنين التي ذبلتْ .. يرجع غالباً إلى نقطة الصفر ؛ يسعى للبساطة .. والشعور الدافئ الذي قد يُولد لرؤية شجرة مخضرّة، وسماع غناء عصفور حُر.. وتصبح جُلّ أمانيه أياماً تخلو من التفكير المعقّد الذي يُشعره بطريقةٍ ما بأن كل شيء تحت مسؤوليته حياةً كحياة الأطفال .. شفافة نابِضة ابتسامات لاتفارق الوجنات لمعة لا تغادر الأحداق وفرحة لاتهجر القلب .. عاهدتُ نفسي ماحييت أن أظل أفتش عن السعادة في ظل غيمة داخل زهرة مخبّأة في فناء حديقة وفي رائحة الورق وشروق الشمس ألّا يغلبني من الحزن أشدّه وألّا أنسى السباحة حينَ يدنو الطوفان.. لكن الخوف حق مشروع للجميع الغضب رد مُحتمل لكل مايحدث والدموع؟ الدموع هدية السماء لمن لايملك زِمام الكلمات.. فقط فليَكُن كل هذا قريب العبور آمين 💙
وكما ترَون ، وكما يُبصر الأعمى بكلّ وضوح ويفهم الصغير بكلّ بديهية هذا العالم مليء بالقسوة التي لانعلم أنَّى لها أنْ سكنَتْ القلوب بهذه البساطة ! ولا نعلم كيف ينسى الإنسان حجم خسائره حين يتخلّى عن إنسانيته أُدينُ بكل ابتساماتي والفرح الذي وسعتُه خلال ما سَلَف من عمري .. لكل مظاهر الجمال التي تحارب قبح العالم والإنسان لكل القلوب التي يَعزُّ عليها أذيّة أحد لكل التفاصيل التي تعانق الذاكرة وتترك فيها شعوراً دافئاً ولكَ أنت .. لا نملك سوى القليل لنقاوم ، وهو كثير ❤

لوحةٌ تتكلم

لقد اشتعل حُبنا حتى أحرَقَنا وانقلب الضياءُ ناراً.. إننا ملتصقان دون حجاب، لكن تلك المسافات الكبيرة غير المرئية تتسلّل وكِلانا يشعر بها ملتصقان رغم أنّ وجهَينا لا يلتقيان لم نقوى على البُعْد ولم نصِل لمَجد القربى  لم ننجُ من تلك الثغرة التي أصابتْ خاصرة الشعور أيقبل الربّ أنْ يردِمها ؟ إلهي يا إلهي ؛ هاكَ تفاحةَ خطيئتنا امنح هذه الليالي وَجْد العشق وانفُضْ عنّا آثام الراحلين ما استطعنا عبورَ هذا الطوفان بلا نوركَ يا إله الحُب هاكَ تفاحة خطيئتنا وارفع عنا عقاب التائهين.. * لوحة : جهاد جار الله.
السَهَر يُفقِدُنا الإحساس بالوقت يجعل الساعة تُصاب بالجنون فتهروِلُ العقارب وتختلط الدقائق ببعضها يراقبُ الليل غُرَف نومنا ويبحث عن النوافذ المضيئة يمنحُ النائمين ثوابَهم ، بَرَكته وسكينته ثم ينتقم من السهارى فيتسلّل نحو أجسادهم ويلتفُّ حول عيونِهم ويستقر في المكان الذي يحتضن الدموع أولاً .. ثم يُلقي بتعويذته السحرية التي تنالُ من رأسك ، وتصنعُ من أفكارك ومشاعرك وذكرياتك حُمماً بركانية. وهكذا ، تستطيع التعرّف على السهرانين بكل سهولة في الصباح إنهم أولئك الذين تبدو وجوههم شاحبة لا ضيَّ فيها هيئاتهم هزيلة وأجفانهم سمينة يواجهون الحياة بجهدٍ أكبر وحماسةٍ أقل إنهم القوم المسكون بالليل وحلّتْ عليه لعنة الظلام. * رسام الصورة فنان غير معروف.